بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
لا يخفى خزي الكذب والكذّابين بما ينفر عنه أهل الجاهلية قبل بعثة النبي - بأبي وأمي هو صلى الله عليه وسلم - ، كما في حوار الصحابي الجليل أبي سفيان - رضي الله عنه - قبل إسلامه مع هرقل لمّا تحرّج من الكذب ، خشية أن تمسكها العرب زلة عليه .
فكيف بعد مبعثه صلى الله عليه وسلم ؛ حيث تظافرت نصوص الوحي الشريف بتحريم الكذب ، ولو ذهبت أذكرها لطال بنا المقام والمقال ؛ ولكن حسبي أن أذكر بعضها ، فمنها :
قول الله - عزّ وجلّ - : ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ ) .
وقوله - تبارك اسمه - : ( وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) .
والآيات في ذلك كثيرة .
وأما في السنة ؛ فقد عدّ النبي صلى الله عليه وسلم الكذب من خصال المنافقين كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد اخلف وإذا اؤتمن خان " .
بل إن الكذب يوصل صاحبه إلى الفجور كما في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا " .
إلى غير ذلك من الأحاديث .
ولمّا رأيت كثرة مخازي بعض الكذبة ؛ كتبت هذا المقال ؛ لتنبيه الإخوة ، وتحذيرهم من أساليبهم ، ثم رأيت إعادة نشره في المدونة ؛ حيث حذّرت في تعليقة من بعض الأساليب السيئة ، فقلت :
الحذر الحذر أيها الأحبة من أساليب الحزبيين ؛ فهذه بعض الأساليب التي يجيدونها بامتياز .
ولكن أين يذهبون من قوله تعالى : ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) .
ولا عجب ممن يسوغ له دينه ؛ تبرير الغاية التي هي : الطعن في السلفيين وشنآنهم ، بالوسيلة التي هي : الكذب والتدليس .
فبئست الغاية ، وبئست الوسيلة .
فالله الله أيها الإخوة مرةً أخرى بأن نتنبه لمثل هذه الأمور .
همسة :
وبهذه المناسبة أهمس في أذن بعض الأخوة الذين يحرصون على المشاركة في كل موضوع ينشر ليس هنا في هذه الشبكة المباركة فقط ؛ بل في بعض المنتديات فأقول :
أيها الأخ في الله - وفقك الله لمرضاته - :
لا يلزم من قراءتك لموضوع ما أن تشارك مباشرة دون أن تتأمله ، وتتحرى الدقة فيه ، فليست العبرة بكثرة المشاركات بقدر ما هي الدقة في المعلومة ، والمناسبة بنشرها من عدمه .
فإن مما قرره العلماء - ثبتنا الله وإياهم بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة - قولهم : ليس كل ما يُعلم يُقال ، ولا كل ما يُقال يُقال في كل الأحوال .
ولا سيما أولئك الأخوة المتوجهين للمنهج حديثًا ؛ فإن للحزبيين أساليب ماكرة وخبيثة جدًا .. يخلصون منها للطعن في المنهج السلفي من طريقكم دون أن تشعروا .
نصيحة فيها النهي من مدح بعض المتعالمين :
كما أنه مما ساءني من بعض الإخوة :
مدحهم لبعض المتعالمين ، وكم نوصحوا ، ونوصحوا ؛ ولكن يصرّون على تلك الخصلة الذميمة ، وهي : مدح المتعالمين .
وتعلمون - سددكم الله - حكم مدح الرجل في وجهه لمن يستحقه ، فكيف بمدح من لا يستحق ذلك ، وإنزاله منزلة هي فوق ما يستحقه ؛ فضلاً عن سؤاله واستفتائه .
ولما قام المتحزبة - ولا زالوا - باستعمال هذا الأسلوب الرخيص من مدحهم ، وإبرازهم لبعضهم بعضًا بطريقة سمجة مكشوفة ؛ قام أهل السنة ، وصاحوا بهم صيحة واحدة ، ورموهم عن قوس واحدة .
ذلك أن الغرض من هذه الأساليب الماكرة - كما هو معلوم - سحب البساط من تحت علماء السنة ، وتنصيب حدثاء الأسنان ، سفهاء الأحلام ؛ علماء للأمة ، وهيهات ؛ فإن الأمة تعرف من تتبع ، وعمّن تأخذ وتتلقى .
إخواني الكرام :
هذا ما أحببت أن أوصيكم به ، وأعتذر عن الإطالة ؛ ولكن هي توجيهات استفدتها من علمائنا ، ومشايخنا ؛ فأحببت إطلاعكم عليها .
وقديمًا قيل : صديقك الذي يَصْدُقُكَ لا الذي يُصَدِّقُكَ .
سائلاً الله لي ولكم التوفيق والسداد ، وأن يُعلي الله كلمته ، ويحق الحق ، ويزهق الباطل ، إن الباطل كان زهوقًا .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أبو عبد الرحمن الأشقر
في ١٤٢٤/٧/٣هـ
ثم في ١٤٣٦/١٢/٣٠هـ
في ١٤٢٤/٧/٣هـ
ثم في ١٤٣٦/١٢/٣٠هـ